وفقا للتقارير والتحليل الأخيرة، فإن التوسع الإيراني والتدخل هو العامل الرئيسي في تعقيد الوضع والعرقلة في المشهد السياسي للبنان.
تقوم إيران بالسيطرة على الحكومة اللبنانية ومراكز صنع القرار، كلاهما مباشرا وحتى حلفائها والوكلاء، ولن تسمح بإعمال إرادة الشعب اللبناني.
بعض الأنشطة الجارية، مثل عمليات نقل الأسلحة المستمرة في إيران لحزب الله – والتي تشمل أنظمة أسلحة متطورة بشكل متزايد – تعمل على تقويض السيادة اللبنانية، والمساهمة في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة.
نفوذ إيران في لبنان ليس ظاهرة جديدة. يمكن تتبعه مرة أخرى إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من الأراضي اللبنانية في عام 2005، وبعد ذلك استبدل إيران سوريا تدريجيا في لبنان والسيطرة على جميع مؤسساتها الحيوية. تم تنفيذ هذه العملية بعد اغتيال رفيق الحريري من خلال اتخاذ ثلاث خطوات متتالية: كانت الخطوة الأولى اغتيال عدد من الزعماء السياسيين اللبنانيين. كانت الخطوة الثانية هي اتخاذ قرار الحرب والسلام في البلاد، والتي اتخذت مع حرب يونيو 2006. الحرب التي وقعت على عكس الحوار الوطني الذي سعى إلى إيجاد دور للحكومة. كانت الخطوة الثالثة هي إطلاق ضربات وإغلاق البلاد، مما أدى إلى هجوم عام 2008 على بيروت وجبل.
تستخدم إيران مراكز نفوذها في البلدان المذكورة أعلاه لتحقيق أهدافها الطويلة الأجل وقصيرة الأجل. استنادا إلى هذا النهج، تناول النظام الإيراني الأزمة الحالية في لبنان ولم تسمح لتشكيل حكومة سعد الحريري بإخراج لبنان خارج الأزمة. تستخدم إيران حزب الله وحلفائه في المنظمة الرئاسية للحفاظ على نفوذها في لبنان، ومنع التعاون الاقتصادي من الدول العربية، ومواجهة جهود فرنسا ومصر والمملكة العربية السعودية لإعادة لبنان إلى الحياة الطبيعية وتقديم المساعدة الدولية.