يواصل نظام الملا في طهران نقل الرسائل إلى المجتمع الدولي الذي يظهر إصراره على عرض قدراتها على إشراقها، في وقت تعزز فيه الدول الأوروبية دعواتهم لإيران لوقف تطوير برنامجها النووي والجلوس على طاولة المفاوضات في النمساوية العاصمة، فيينا.
كشفت بث الفيديو من قبل فيلق الحرس الثوري الإيراني (IRGC) وتعميم وسائل الإعلام النظام عن قاعدة صاروخية وعلى قاعدة بدون طيار مع مجموعة من ألفي كيلومتر.
وجاء الإعلان بالتزامن مع زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) رافائيل جروسي إلى العاصمة الإيرانية، وكذلك بالاقتران مع مفاوضات فيينا النووية المتعثرة، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسعى طهران إلى الاستفادة من خلال تصدير زيتها على مستوى العالم لإنقاذ اقتصادها، والتي انهارت نتيجة العقوبات الأمريكية.
تفاعلات
بعد نشر وسائل الإعلام الإيرانية لهذا الفيديو، سكب تعليقات الناشطين، بين الترحيب بوضوح قوتها، بينما عارض آخرون، قائلا إنه في حين أن بعض الناس يستعدون ملاجئ للخوف، فإن الحرس الثوري في النظام الإيراني يستعد لقوات الردع. أكد عدد من النشطاء أن هذا الفيديو هو برامج مزيفة وتقنية تستخدم فيها، مؤكدا أن دليلهم على ذلك هو أنه عندما اغتيل واشنطن قائد قوة القدس المتأخر قاسم سليماني في يناير 2021، لم تستجب إيران لهذا الحادث.
تشويه وسائل الإعلام
الدكتور مسعود إبراهيم حسن، باحث مصري متخصص في الشؤون الإيرانية، يعتقد أن هذا الفيديو هو نوع من “تشويه وسائل الإعلام” لإظهار قوة إيران وممارسة الضغط على الدول الغربية والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي و فيينا مفاوضات جارية حاليا، والتي تتعلق بالتوصل إلى حل، مضيفا أن الهدف هو إجبار واشنطن على تقديم تنازلات حتى يوقع اتفاقا جديدا مع طهران.
وأشار حسن في بيان حصري إلى الإشارة إلى أن هذا يرتبط برغبة إيران في تسليط الضوء على قوة طائرات الطائرات بدون طيار، والتي أجرت العديد من الهجمات في السنوات الأخيرة، وخاصة في بعض الدول العربية. وأضاف أن طهران تريد أيضا أن تظهر أن الصواريخ الباليستية، سواء كانت طويلة أو متوسطة أو قصيرة المدى، هي سلاح الرادع الإيراني؛ لذلك، هناك بند في المفاوضات النووية التي تنص على عدم التفاوض على هذه الصواريخ، لأنها “خط أحمر” من وجهة نظر نظام الملا.